منتدون: أهمية الإعلام بتحويل العولمة للتضامن بين البشر

هلا أخبار – أقام المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، بالتعاون مع كاريتاس الأردن، صباح اليوم السبت، ندوة بعنوان: “دور وسائل الإعلام في خدمة الأخوة الإنسانية”، وذلك في قاعة كرم امسيح، قرب كنيسة قلب يسوع في تلاع العلي.

وشارك بالندوة التي تم تنظيمها بمناسبة اليوم الدولي للأخوة الإنسانية الذي يحتفل به في الرابع من شباط، وأسبوع الوئام بين الأديان الذي يحتفل به في الأسبوع الأول من الشهر ذاته، النائب البطريركي للاتين في الاردن المطران جمال دعيبس، والمونسنيور ماورو لالي، القائم بأعمال السفارة البابوية في الأردن، وهاني بن هويدن القائم بأعمال السفارة الاماراتية بالإنابة، واحسين محمد آل محمود، الوزير المفوض في سفارة مملكة البحرين، وعدد من رجال الدين المسيحي والاسلامي، والعديد من المثقفين والاعلاميين.

وألقى المدير العام للمركز الكاثوليكي الأب الدكتور رفعت بدر كلمة أشار فيها إلى أنّ الندوة تأتي إحياءً بمرور أربع سنوات على توقيع وثيقة الأخوّة الإنسانية في 4 شباط 2019 بين قداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر فضيلة الإمام أحمد الطيب، كما تأتي بمناسبة مرور 13 عامًا على إطلاق أسبوع الوئام بين الأديان الذي تقدم به جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الأمم المتحدّة عام 2010.

وشدد الأب بدر على دور الإعلام الهام في نهضة الوئام والأخوة الإنسانية، مؤكدًا على دور الدين في أن يكون عامل محبّة وسلام، وليس فرقة وخصام.

وأشار النائب البطريركي للكنيسة اللاتينيّة في الأردن المطران جمال دعيبس، إلى أن وسائل الإعلام الرقمية قد جعلتنا أكثر قربًا، لكنها لم تجعلنا أكثر أخوة، كما أنها أصبحت ساحات لبث التعصب والكراهية، وزيادة العزلة والتقوقع، وعززت الانفصام فما لا نستطيع قوله وجهًا لوجه أصبحنا نقوله عبر الشاشة، وهكذا تساهم وسائل الإعلام في عولمة اللامبالاة أمام القضايا التي تمس حياة الإنسان.

وشدد على أهمية وسائل الإعلام لتحويل هذه العولمة إلى عولمة للتضامن بين البشر، فما يصيب إنسان ولو كان بعيدًا، أو من ديانة أخرى، سيؤثر علينا جميعا.

وعرض الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان سفير دولة الإمارات العربية في عمان، في كلمة ألقاها نيابة عنه هاني بن هويدن القائم بالأعمال بالإنابة، لجهود الدولة وقيمها الثابتة من أجل نشر ثقافة التسامح والتعايش والإخوة الإنسانية ونبذ العنف والتطرف والكراهية وتحقيق السلام بين الشعوب.

وشدد على أن دولة الإمارات تؤكد على قيمها الثابتة في مواصلة العمل من أجل تحقيق السلام، ونشر ثقافة التسامح والإعتدال والتعايش بين الشعوب ونبذ العنف والتطرف والكراهية، وتغليب لغة الحوار والعقل والدبلوماسية وبناء جسور التواصل والتفاهم”، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات “أعلنت في مثل هذا اليوم، الرابع من شباط من كل عام، موعدًا لمنح جائزة زايد للأخوة الإنسانية في أبوظبي، وذلك احتفاءً بجهود وإسهامات الأفراد والكيانات والمؤسّسات، التي تهدف إلى تقدم البشرية وإثراء التعايش السلمي في المجتمعات”.

وأشار الشيخ حمدي مراد إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني استشرف ما يحيط العالم من أزمات وفي مقدمتها الفرقة الإنسانية التي تتنازع فيها المعتقدات والأفكار، ليطلق رسالة عمان عام 2004، وكلمة سواء عام 2007، ثم أسبوع الوئام بين الأديان عام 2010، وجميعها مبادرات تمد يد المحبة لكل أصحاب المعتقدات، وتشكل مسارًا إنسانيًا واحدًا عند منهج الخالق عزّ وجلّ الذي أراد للبشرية سعادة الدنيا وسعادة الآخرة، بعيدًا عن التنازع والتعصب وإقصاء الآخر والحروب والنزاعات.

وتم عرض فيلمين وثائقيين ، الأول عن المركز الكاثوليكي، حول تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبدالله، لجائزة زايد للأخوة الإنسانية العام الماضي، والثاني للكارتياس الاردني.

وتضمنت الندوة جلسة فكرية ثانية بعنوان، ” الإعلام في خدمة الوئام والأخوة”، تحدث خلالها أستاذ الأديان في جامعة آل البيت الدكتور عامر الحافي حول “دور الدين في دعم الإعلام بالقيم الإنسانيّة”، حيث أكد أن الحديث عن الوئام هو الحديث عن حقيقة الدين، ولا تعني أبدًا إلغاء خصوصية كل دين.

كما قدم الدكتور صبري ربيحات مداخلة حول “دور الإعلام في إظهار القيم الدينية في جوٍ من الاحترام المتبادل”، أكد فيها أهمية الثقافة العامة التي يعيش فيها المواطنين في البلد الواحد، مشددًا على حالة الوئام يتطلب وجود ثقافة تعزز القبول والتنوع، وليس جعل الآخرين على نمط واحد.

من جانبها قالت الكاتبة والروائية أمل الحارثي في مداخلتها حول “السوشال ميديا في خدمة الوئام وليس الخصام”، إن الشعبوية هي المشكلة في وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، فالكل يريد الانتشار الواسع حتى وإن لم يقدم شيئًا مفيدًا، وأن المأساة أن وسائل الإعلام أصبحت تتبع أسلوب السوشال ميديا من دون الاهتمام بالرسالة الإعلامية الحقة.

ودار نقاش بين الحضور والمحاضرين ، حول أهمية التعلم في المدارس على قيم الأخاء والمودة، وتعزيز الحضور الإعلامي الإيجابي، وبالأخص عبر مواقع التواصل الاجتماعي.





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق