من حقنا كعرب

يونس الكفرعيني

من حقنا أن نفرح، وأن نفخر بكل انجاز عربي، وأن نتطلع الى اليوم الذي يعود في العرب في مقدمة الأمم، فحين يكون للرياضة عرس عالمي، تجتمع فيه الأمم بكل تحضيراتها؛ لنيل شرف المركز الأول وحيازة الكاس الثمين، أمام انظار المليارات من البشر من كل الثقافات، فهذا يعد نصرا ذا قيمة يخترق كل المحبطات.

وشعورنا بأن الإنجاز الرياضي يعد نصرا، يعود لأسباب عديدة، وهي لا تخفى حتى على الانسان العربي البسيط، فالعربي لم ولا ولن يعترف بقرارة نفسه وفي صميم قناعاته، بأن الحدود والفواصل والقواطع السياسية، ما هي رسوم حبرية على ورق الخرائط، ومازال يؤمن أننا أمة واحدة، تجمعها لغة الضاد العتيدة والعنيدة على الضياع والنسيان والاضمحلال.

الملايين من العرب، اثبتت للعالم أنها تنبض بقلب واحد، وتنادي بلسان واحد، هتفت لتونس وغنت للسعودية، ودعمت قطر، وها هي الان تذرف دموع الفرح لفوز المغرب، انها القوة العربية التي تدفع كل شك، وتزيل كل لبس، وتجعل الحقيقة ناصعة البياض، بأن قوة الشعوب وقناعتها بوحدتها امر باق وراسخ الى الابد.

لقد كان لفوز قطر بتنظيم كاس العالم لكرة القدم، قيمة نوعية ونقلة تاريخية، بل تعدت لتصبح مصدر الروح التي عادت لجسد هذه الامة المثقل بالخيبات، وعاد العالم ينظر ويسمع العربية، ويرتدي اللباس العربي، ويتعرف على العادات والتقاليد العربية وغيرها، اثبت قطر بتمثيلها للعرب، أننا امة قادرة على الإنجاز والتحدي والابهار، إن توفرت الإمكانيات واخذنا الفرصة، وكان لقطر هذا القدر الكبير من التقدير والاحترام العالمي، الذي امتد ليشمل كافة اقطار العروبة.

ولن ننسى فلسطين الجريحة، رأس وحدتنا وفيصل الانتماء العربي، لقد كانت المشارك الأبرز في هذا المونديال، وحازت التشجيع الأكبر، نرى اعلامها حاضرة ثابتة في ايادي المشجعين على اختلاف دولهم، نشاهد الحماس في صراخهم باسمها، والفرق تتوج فوزها وتزينه بعلم فلسطين، واغلبنا شاهد ذاك المشجع التونسي وهو يخترق أرضية الملعب، ليعلن للعالم اجمع، ان فلسطين هي القلب وهي الروح.

كنا أصحاب رسالة وحضارة وان غابت معالمها، ستبقى هذه المواقف تنبش رمادها وتنفض غبارها وتنعش آمالها بانها حية رغم سباتها العميق، وستعود يوما ما لتقود العالم من جديد، والفضل كل الفضل يعود لهذه الشعوب الاصيلة التي رفضت ان تستسلم لأسلحة الافساد واسقاط لغة الضاد.





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق