نجاحات «اللويبدة».. هذا هو الأردن

نيفين عبدالهادي

 كتبت سواعد نشامى مرتبات الأمن العام والدفاع المدني واسناد قوات الدرك نهايات كارثة عمارة اللويبدة أمس، نهاية لجهود انسانية وفنية واجرائية أقل ما توصف به أنها خارقة، بتفاصيل عاشها الأردنيون بقلق وحبّ ومتابعة وخوف وحزن وفرح دقيقة بدقيقة، جعلت من زمننا جميعا يختصر بـ(85) ساعة بأحداثها وفرحها وحزنها.

بالأمس، قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، إنه تم إخلاء آخر جثة من تحت أنقاض عمارة اللويبدة المنهارة، ما يرفع حصيلة الحادث إلى 14 وفاة و10 إصابات، مبينا أن عمليات البحث التي استمرت 84 ساعة، مرت بمراحل صعبة ومتعددة للعثور على جميع المحاصرين بحسب كشف الاستقصاء عن الموجودين داخل العمارة السكنية، وتأكيده بأنه لم ترد للأمن العام أي بلاغات جديدة عن مفقودين آخرين، لتكون نهاية لفاجعة أخذت الأردنيين كافة لمساحات لم يعتدّ عليها الوطن، وأحداث لم يكن أردني يتوقع أن يعيشها أو يراها، ليرتدي الوطن والمواطنون ثوب الحِداد على المتوفين، ويفرح الجميع لانقاذ من هم على قيد الحياة.

وجسّد فيديو انقاذ الطفلة «ملاك» ابنة الأربعة أشهر، حالة وطنية يصعب وصفها بالكلمة، ربما تجفّ محابرنا إذا ما اردنا أن نصف كيف استقبلنا جميعا مشاهد انقاذ الطفلة، الذي كبُر وتعاظمت روعته بتقبيل نشمي الدفاع المدني يد ملاك فرحا بأنها على قيد الحياة، أيّ كلمات يمكن أن تصف هذه التفاصيل، المعطّرة بتراب الوطن الذي تعطّر به نشامى الأمن العام والدرك، في تعاملهم مع هذه الكارثة، هو عجز اللغة عن التعبير فكل ما حدث يمكن تلخيصه بقولنا «هو الأردن».

هو الأردن، ليست كلمة انما وصف حالة وواقع يحكي قصة وطن يعيش أبناؤه الفرح والوجع أسرة واحدة بقيادة جلالة الملك وتوجيهاته، التي كانت توجّه أولا بأول ومتابعة خلال كارثة اللويبدة، ففي نجاحات هذه الملمّة التي ألمّت بنا جميعا وبكل بيت أردني، تؤكد أنه الأردن الذي يواجه ظروفه الصعبة يدا واحدة وجسدا واحدا اذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الجسد بنخوة وشهامة، مخففين وجع الآخر، وساعين لتوفير كل ما يمكن لمشاركته ما لحق به من ضرر، ومتسارعين لتقديم أي خدمات من شأنها أن توفّر ولو النزر اليسير من احتياجات الآخر، هو الأردن الذي ينجح دوما بفضل تكاتف الأردنيين وبقوّة وصلابة وحدته بقيادة جلالة الملك.

بالأمس، كانت نهايات مرحلة الاخلاء، والانقاذ، لكنها بدايات للكثير من التفاصيل الجديدة، الخاصة بأسر أردنية عادت أسرا كاملة أو ينقصها بعض أفرادها، بدايات لفرح وربما للحزن، بدايات لحالة فخر تجعل من رؤوسنا تعانق السماء بأجهزتنا الأمنية، وبإعلام الأمن العام الذي يمكن اعتباره بعد هذه الكارثة مدرسة في الاعلام النموذجي بسرعة توفير المعلومة ومهنية التعامل مع وسائل الاعلام المختلفة محليا وعربيا ودوليا، اعلام حقق قفزة في ميدان الصحافة والاعلام المهني النموذجي وتوفير المعلومة، بالأمس كانت نهايات لمرحلة وبدايات لأخرى يجب أن تبنى على أنقاض عمارة اللويبدة، تحوّل آلامها لآمال، وأوجاعها لراحة وحزنها لمحاولات فرح، ففي طلب الفرح المطلق هنا بعض الصعوبة..

ما بين نهايات وبدايات كارثة اللويبدة، تفاصيل يصنعها الأردنيون باصرارهم ووحدتهم واصطفافهم صفا واحدا يساند الأخ أخيه، تفاصيل تنتزع حياة مختلفة مهما كانت الظروف صعبة، تفاصيل يبقى بها هو الأردن.

 

 

 

الدستور





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق