افتتاح معرض “الآثار والأنقاض” لفنانة تشكيلية عراقية

هلا أخبار – رعت سمو الأميرة وجدان الهاشمي رئيسة الجمعية الملكية للفنون الجميلة بحضور سمو الأميرة رجوة بنت علي، حفل افتتاح معرض “الآثار والأنقاض” للفنانة التشكيلية العراقية هناء مال الله، مساء اليوم الأربعاء في المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة بعمان.

واشتمل المعرض الذي نظمه المتحف بالمشاركة مع “أرتزوتيك أونلاين جاليري” وحضر حفل افتتاحه عدد كبير من المهتمين وأبناء الجالية العراقية في عمان، على نحو 50 عملا فنيا تنوع بين الرسومات والفيديو آرت والتركيب، واستخدمت فيه مواد خام ومنها؛ الألياف الزجاجية على السيراميك المزجج، وحبر أحمر على الورق، وألوان الزيت على قماش وتقنية “تريب تيك” الثلاثي على الورق، وقلم الرصاص والأكريليك على ورق، والطباعة الرقمية على ورق قطني.

والمعرض الذي يستمر حتى 5 تشرين الأول المقبل قائم على الاختلاف بين بقايا الحضارات وبالتحديد خرائب وادي الرافدين، وبين الأنقاض التي خلفتها الحروب وأعمال العنف في العراق بالعقود الأخيرة.

وتعكس التشكيلية مال الله من خلال تجربتها في العراق على مدى 40 عاما ومعايشتها بشكل مباشر للقى آثار وادي الرافدين وأنقاض دورة الحروب والعنف في العراق كأرشفة زمنية ومستمسكات محسوسة حاضرة الآن من الماضي ولها خطاب مستقبلي، وعبر الوقوف على التباين بين الطاقة السلبية (المميتة) الكامنة في الأنقاض والتي فيها محو للهوية من جهة، والثقافة والطاقة الايجابية الكامنة في لقى الآثار من جهة أخرى.

وتركز التشكيلية مال الله في هذا المعرض المنتقى في المتحف، على معالجة ثيمة خرائب وادي الرافدين وأنقاض العنف بالعراق كجماليات لحياة حاضرة، كما تركز بشكل خاص على القوة الإيجابية الكامنة لخرائب حضارات وادي الرافدين القديمة.

يطرح المعرض “الآثار والأنقاض” سؤالا مفاده: هل يمكن للأنقاض الأثرية أن تمنحنا فرصة للتعمق في الماضي لاستقراء مستقبلنا؟

وتتخيل الفنانة مال الله وهي تتأمل في تجربتها الخاصة في العراق، احتضان المنطقة للآثار والأنقاض، التي ما هي الا بقايا للمواقع الأثرية التي تهيئ نفسها لتسافر في رحلة عبر الزمن، وهي دليل مادي على مجتمع مضى على وجوده وقت طويل، ولكنه لا يزال يحمل روابط عميقة مع حاضرنا ومستقبلنا.

ومن ناحية أخرى، تشير الأنقاض من وجهة نظر الفنانة إلى فقدان الثقافة والهوية، الذي نتج عن الآثار المميتة للحرب والفوضى والدمار، لذلك، لا ترى مال الله أنقاض بلدها على انها حطاماً، بل كمواقع حية تمتلئ بالأمل، ودليلاً على الماضي الذي لا يزال متجسداً في الحاضر وهو ما يمثل تناقضا صارخا مع الطاقات المميتة للتفكك من تحت الأنقاض.





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق