السكجي: الانسحاب الروسي ينهي عمل محطة الفضاء الدولية

هلا أخبار – قال رئيس الجمعية الفلكية الأردنية الدكتور عمار السكجي، إن إعلان روسيا الانسحاب من محطة الفضاء الدولية بعد العام 2024 وتفكيك الجزء المداري الروسي فيها، ينهي عمل محطة الفضاء الدولية، موضحًا أن الدول الشريكة في المحطة لا تستطيع القيام بالمهام الكبيرة التي ينفذها الجانب الروسي بداخلها.

وأضاف أن الجزء المداري الروسي (ROS) يقوم داخل المحطة بمهام التوجيه والملاحة والتحكم، وهو المسؤول عن المناورات التي تُبقي المحطة في المدار دون سقوط ويعمل على تجنيبها الحطام الفضائي، إضافة إلى إدارة الأعطال والتحكم بالأنظمة وإدارة مهمة الرقابة والإشراف بين الأرض والمحطة.

وأكد أن المهام السابقة الذكر، يصعب أن يقوم بها أي طرف آخر داخل المحطة؛ بسبب ضيق الوقت والتكلفة المادية وعدم الجدوى الاقتصادية كون عمر المحطة الافتراضي لا يتجاوز 8 سنوات من الآن، موضحًا أن مهمة وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) داخل المحطة هي نظام الطاقة الكهربائي الذي يغذي محركاتها وأيضاً يغذي أنظمة التشغيل لدى الجانب الروسي داخل المحطة، مبيناً أن المهام داخل المحطة تشاركية بين جميع الأطراف ويصعب استمرار عملها إذا ما انسحب أحدها خصوصا الروسي أو الأميركي.

وقال الدكتور السكجي، إن محطة الفضاء الدولية هي أكبر محطة فضائية معيارية وهي مشروع دولي يضم عدة وكالات فضاء عالمية هي وكالة الفضاء الأميركية ناسا ووكالة الفضاء الروسية روسكوزموس ووكالة الفضاء اليابانية جاكسا ووكالة الفضاء الكندية إضافة لبعض الدول المشاركة، مشيراً إلى أن المحطة تعمل كمختبر لأبحاث بيئة الفضاء والجاذبية الصغرى (الصفرية) وتجري البحوث العلمية في علم الأحياء الفلكية وعلم الفلك والأرصاد الجوية والفيزياء والبحوث البشرية وطب الفضاء وغيرها.

وأوضح أنه ومن خلال محطة الفضاء الدولية كنقطة انطلاق وارتكاز يتم اختبار أنظمة المركبات الفضائية والمعدات اللازمة للبعثات طويلة الأمد في المستقبل إلى القمر والمريخ، مشيراً إلى أنها أكبر جسم صناعي في الفضاء وأكبر قمر صناعي في مدارٍ أرضي منخفض يمكن رؤيته بالعين المجردة من سطح الأرض، وتبلغ كتلة المحطة حوالي 445 طنا وطولها 73 مترا وعرضها 109 أمتار ويبلغ حجمها حوالي 915 مترا مكعبا وتتسع إلى 7 من طاقمها في نفس الوقت وأطلقت في عام 1998.

وبيّن أن المحطة التي ستنتهي بعد الانسحاب الروسي منها، تدور في مدار أرضي منخفض على ارتفاع 420 كم، وقامت بالدوران حول الأرض حوالي 133 ألف مرة، وكان قد تم إطلاق وحداتها بواسطة صواريخ “بروتون وسويوز” الروسية والأميركية.

وقال “أفرزت المهام الفضائية وعلوم الفضاء نوعاً جديداً من الدبلوماسية تُسمى دبلوماسية الفضاء، وهي نتيجة التعاون الدولي في المهام الفضائية، الأمر الذي انعكس إيجابًا على العمل الدبلوماسي والسياسي على الأرض، لكن الدبلوماسية الفضائية بدأت تتغيّر وبالتالي قد تنعكس سلباً على الأرض”، مؤكدا أن الفضاء يجب أن يبقى بمعزل عن الخلافات على الأرض.

وأشار إلى أن التوترات الجيو سياسية على الأرض بدأت تنعكس سلبًا على المهام الفضائية، الشيء الذي لم يحدث منذ بدايات الحرب الباردة، موضحًا أن البشرية بعد توقف المحطة، ستخسر الكثير من الأبحاث العلمية بخصوص علوم الفضاء والفلك والأرصاد الجوية والاحتباس الحراري والتغير المناخ ومراقبة الأرض وغيرها. (بترا)





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق