التربية الوطنية رافعة للعمل السياسي الشبابي وحديث ولي العهد

د عبدالهادي أبوقاعود

يحمل لقاء سمو ولي العهد مع عمداء شؤون الطلبة في الجامعات الرسمية يوم أول أمس دلالات ورسائل عديدة يظهر في مقدمتها التأكيد على النهج المؤسسي التكاملي والرؤية المتزنة التي يطبقها جلالة الملك وولي عهده إذ أن هذا اللقاء جاء ليكمل ما أكده جلالة الملك أثناء اجتماعه برؤوساء الجامعات بتاريخ 26/7/2022 بضرورة دعم الشباب للانخراط في العمل السياسي وما يتطلبه ذلك من توفير البيئة المناسبة والتعليمات والأنظمة التي تحكم ذلك وهذا يضع رؤوساء الجامعات أمام مسؤوليتهم باعتبارهم أصحاب القرار والقادرين على سرعة انفاذه داخل مؤسساتهم ، ثم جاءلقاء سمو ولي العهد ليكمل الخطوة التالية التي تتطلب أن يكون المساهمين فيها عمداء شؤون الطلبة باعتبارهم الأقرب لنبض الطلبة والأكثر التصاقا بفعالياتهم وأنشطتهم ومبادراتهم فعمادات شؤون الطلبة هي

حواضن العمل الطلابي بمختلف أصنافه الثقافي والإجتماعي والسياسي وطبيعة المرحلة تتطلب أن يكون الطلبة مقبلين على الانخراط في العمل السياسي بوعي واتزان يحقق الغاية المرجوة من اشراكهم وصولا إلى مساهمتهم الفعالة في صنع القرار وقد بيّن ولي العهد أن السبيل الأفضل إلى ذلك الإفادة من مادة التربية الوطنية ذات المنهاج الموحد الذي ينهض بهذه المادة ويزيل عنها غبار ما علق بها من تشوهات حادت بها عن حقيقة الغاية المرجوة منها والتي كان الأصل أن ترسخ قيم المواطنة الصالحة والمشاركة الإيجابية الفاعلة للطلبة في وطنهم وتعزز فيهم معاني الإيجابية وتصقل هويتهم الوطنية وتبصرهم بتاريخ وطنهم التليد والأخطار الملتفة حوله والإنجاز الذي تم صنعه عبر مسيرته الممتدة عبر قرن ونيف من الكدّ والبناء لتكون مشاركتهم السياسية منطلقة من أرضية راسخة وهذا لا يقتصر على إعداد المنهاج الموحد وإنما يستند أيضا إلى وجود مدرسين اكفياء أصحاب تخصصات مرتبطة بمحاور هذه المادة ومفرداتها الأصلية ومجالتها المعرفية المحددة لا أن تكون مادة يتقاسمها أصحاب الاختصاصات المتنوعة والتي لا تربطهم بها أي صلة معرفية. ما طرحه ولي العهد عن مادة التربية الوطنية يمثل رؤية ثاقبة تنطلق من إدراك حقيقي لأهمية هذه المادة وإمكانية بعثها لتكون رافعة للعمل السياسي الشبابي فالناظر لأغلب طلبة الجامعات يجد الفئة العمرية لهم تتركز بين (18- 23) وهذه الفئة تنقصها المعلومات الحقيقية عن تاريخ هذا الوطن ومنجزاته ومحددات سياسته الداخلية والخارجية وتنقصها المعرفة الحقيقية بقرى ومدن وبوادي الوطن فلذلك تأتي مادة التربية الوطنية كأداة فاعلة مساندة لتوجيه الطلبة الوجهة السياسية التي تكون قبلتها الوطن.

ما طرحه ولي العهد يعكس فهم عميق للدور الذي يجب أن تنهض به هذه المادة من خلال غرس قيم العمل التطوعي الحقيقي الهادف إلى تنمية قدرات الشباب وتمكينهم وهذا يمكن جعله جانبا تطبيقيا عمليا يضفي عليها طابعا جديدا وهنا لا بد من الإشارة إلى التجربة الرائدة التي تقدمها مؤسسة سمو ولي العهد ( أنا أشارك) التي يمكن الإفادة منها كنموذج متقدم للعمل الشبابي الموجه نحو طلبة الجامعات لتمكينهم من العمل السياسي، إلى جانب الفكرة المبدعة التي انطلقت منها منصة ( نحن) والتي تمثل نموذجا ملفتا لتوظيف التكنولوجيا الحديثة كوسيلة فاعلة في إحداث نقلة نوعية حقيقية في الجهد التطوعي وتوحيده وإعطاء الشباب فرص جديدة بالشراكة مع القطاع الخاص والعام من خلال عمل منظم يستند إلى اهتمامات الشباب وتطلعاتهم، هذه النماذج المبدعة يمكن البناء عليها والإضافة لتكون نبراسا يحتذى كدليل للعمل الموجه نحو الشباب والإهتمام بهم باعتبارهم أحد الأولويات التي تحظى بدعم وتفكير واهتمام ولي العهد، وتساهم في ذات الوقت في استثمار طاقات الشباب وابداعاتهم وتعبيد الطريق نحو مشاركتهم وأدوارهم التي نراهن عليها في قادم الأيام.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق