بن سلمان في عمان

د. حازم قشوع

واخيرا حطت طائرة الامير محمد بن سلمان ارض عمان بعد طول انتظار ليدشن بذلك زيارة هي الزيارة الرسمية الأولى لولي العهد السعودي للاردن منذ ان تولى ولاية العهد ويكون في خدمة عرش الحرمين الشريفين وحاملا لدفة القيادة في المملكة الشقيقة الجارة وهو ما جعل محطة بن سلمان في عمان محطة تاريخية في سجل العلاقات البينية بين البلدين الجارين الشقيقين.

الزيارة التي ينتظر ان تشكل منطلق جديد للعلاقات البينية بين البلدين بعد المناخات الباردة التي تغطت عليها في الفترة السابقة نتيجة تدخلات اقليمية حاولت تبعد حالة الوصل التاريخية بين البلدين الشقيقن لما تحمله هذه الزيارة من معاني سياسية عميقة وليس فقط لما تقف عليه من مفردات على الصعيد الاقتصادي كما يصف ذلك بعض المتابعين لاسيما وهي محطته الثانية في الوصل بعد القاهرة في طريقه لأنقرة.

عمان التي تشكل محطة مركزية في رحلة ولي العهد السعودي الواصلة بين المراكز المؤثرة في المنطقة تعتبر المحطة الاهم من حيث حجم التأثير في بيت القرار الامني الاقليمي والسياسي وهي الرسالة التي يمكن قراءتها من زيارة كوريلا قائد القيادة المركزية لعمان ولقائه بجلالة الملك قبل موعد وصول طائرة ولي العهد السعودي بساعات قليلة وهذا ما يدل على ما تتمتع به عمان من مكانة في مطبخ القرار الامني ومن اهمية في البيت السياسي يجدر اعتمادها لاحداث رافعة لانجاح الزيارة المرتقبة للرئيس الامريكي للمنطقة ولانجاح مساعي تشكيل نادي جدة.

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي حظي باستقبال ملكي رفيع المستوى كما يستحق في المطار هو محط ترحيب رسمي وشعبي واسع وهذا ما بينته احاطة طائرته بسرب من طائرات سلاح الجو الملكي ترحيبا بقدومه وما جلته اللفتة الملكية من معاني اخوية عندما ركب على يمين جلالة الملك ليقوده بسيارته الخاصة الى قصر الحسينية حيث تم تكريمه بقلادة الحسين بن علي وهي الوسام الارفع الملكي.

صاحب الولاية المقدسية وولي خادم الحرمين الشريفين للقاءهما معنى ديني كبير سيحمل دلالات على صعيد عروبة القدس ومكانتها كما سيحمل معاني كثيرة على المستوى السياسي ستجعل من المنظومة العربية تعيد ترتيب اوراقها بما يجعلها تشكل حاضنة عربية ذات رافعة سياسية موحدة وذلك من على قواعد يتم عبرها اعادة اعراب الجملة العربية لتكون اكثر قدرة على التاثير وتحمل معاني بناءه ودلالة مؤثرة على الصعيد السياسي.

وهذا ما يتأتى من خلال تعظيم اواصر التنسيق المشترك بين الدول الداخلة في النادي الاقليمي وهي تضم تسعة دول وازنة يمكنها ان تترك اثرا مهما في اعادة الروح لمكانة النظام العربي بما يجعله اكثر مناعة واكبر قوة ويوسع من حجم قدرته الدفاعية في الدفاع عن دوره وعن مكانته السياسية ليكون قادرا على ردع كل من يحاول النيل منه او عرقلة مسيرته او تهديد استقراره.

والاردن وهو يرحب بالامير محمد بن سلمان ويثمن دوره البناء بتقديم قصة نجاح حقيقية في السعودية فان الاردن يتطلع دائما لمشاركة السعودية نجاحاتها في التنمية كما في رفع معدلات الحالة المعيشية فالاردن والسعودية هما صنوان متلازمان للعمل العربي المشترك وسيكونان دائما في خدمة الامة وفي اعلاء رسالتها.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق