القمة الأردنية السعودية.. أجندة إقليمية هامة وتنسيق المواقف

هلا أخبار – إسماعيل عُباده – يحلّ سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي، ضيفاً على الأردن مساء اليوم الثلاثاء، لعقد قمة مع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.

القمة الأردنية السعودية، تأتي لتعزيز التكامل الاقتصادي لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية في ملفات الغذاء والطاقة والعلاقات التجارية بين البلدين.

وتعقد القمة قبيل نحو شهر من الآن، على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، للعاصمة السعودية الرياض، والتي سيحضرها مختلف قادة وزعماء الدول العربية.

** أجندة إقليمية هامة حالياً

وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق محمد المومني، قال في حديث لـ “هلا أخبار”، إن زيارة ولي العهد السعودي، مهمة نظراً للعلاقة المتميزة التي تربط السعودية بالأردن.

وأضاف المومني، أن هناك ملفات ثنائية هامة ستناقشها القمة، أهمها؛ الاستثمارات السعودية في الأردن وتعزيز علاقات التعاون في مختلف القطاعات المشتركة بين البلدين، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الاهتمامات الثنائية.

” ثمة أيضا أجندة إقليمية هامة حالياً، والأردن والسعودية معنيون تماما بالتشاور حولها”، وفق المومني.

وأوضح أنه لابد من تنسيق المواقف العربية قبيل زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة، بالإضافة إلى توحيد الجهود أمام مختلف القضايا السياسية الهامة.

وبين المومني، أن الأردن والسعودية لا يربطهما فقط تاريخ مشترك وإنما مصير مشترك والأردن كان دائما مساندا للمواقف السعودية على المستوى الإقليمي والدولي، وهذا ما تعلمه وتقدره القيادة السعودية.

** الزيارة تحمل مغزىً سياسياً واقتصادياً هاماً في الظروف الحالية

وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة السابق، صخر دودين، قال في حديث لـ “هلا أخبار”، إن زيارة ولي العهد السعودي للأردن، تحمل مغزى سياسياً واقتصادياً هاماً في ظل الظروف الحالية.

وأضاف دودين، أن الزيارة تأتي قبيل شهر من الآن، من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية، والقمة العربية الأمريكية التي ستعقد في الرياض تموز المقبل، والتي يشارك بها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.

وأوضح أن القمة الأردنية السعودية، ستبحث مختلف القضايا الراهنة بالشرق الأوسط، أبرزها القضية الفلسطينية، والأوضاع في سوريا، والتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية.

وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، أكد دودين أن العلاقات الاقتصادية الأردنية السعودية متميزة، خاصة خلال الفترة الحالية في ظل المشاريع المشتركة المنوى تنفيذها خلال الفترة المقبلة.

ولفت دودين إلى أهمية مشروع الصرح الطبي الذي تعتزم السعودية تنفيذه بالعاصمة عمّان، بالإضافة إلى بحث الربط السككي والكهربائي بين البلدين، بالإضافة إلى التعاون في مجال الطاقة.

وشدد دودين على أن زيارة ولي العهد السعودية للمملكة، مرحب بها دوماً، وتدل على عمق العلاقات الاستراتيجية والأخوية بين البلدين الشقيقين.

** تنسيق المواقف العربية قبيل القمة الأمريكية

رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، ميرزا بولاد، لفت إلى أهمية الزيارة التاريخية لولي العهد السعودي إلى المملكة في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة بالمنطقة والعالم.

النائب بولاد، قال في حديث لـ “هلا أخبار”، إن العلاقات السعودية الأردنية تاريخية ومتجذرة منذ نشأة البلدين، وقائمة على التعاون المتواصل في شتى القضايا.

وبين أن الأردن كان دائماً السند للمملكة العربية السعودية، لافتاً إلى أهمية الدعم السعودي للاقتصاد الأردني خلال السنوات الماضية.

وأشار بولاد، إلى أن الزيارة تأتي في ظل الأزمة العالمية المتعلقة بالغذاء والطاقة، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

ولفت إلى القمة الأردنية السعودية، ستبحث التعاون في مجال التجارة والطاقة على وجه الخصوص، بالإضافة إلى بعض العلاقات التجارية بين البلدين.

وأوضح أن الزيارة السعودية ستعكس أمورا إيجابية على الوضع الاقتصادي المحلي، في ظل إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي، والمشاريع الاقتصادية السعودية بالمملكة.

وأكد على أهمية تنسيق المواقف العربية قبيل القمة الأمريكية العربية التي ستعقد في السعودية في تموز المقبل.

** عمّان والرياض لديهما رؤى ومصالح مشتركة

وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق سميح المعايطة، أكد على أهمية العلاقات الأردنية السعودية على مختلف الأصعدة وفي شتى القضايا الإقليمية والدولية.

وأوضح المعايطة في حديث لـ “هلا أخبار”، أن زيارة ولي العهد السعودي، تعطي العلاقات بين البلدين أبعاداً أخرى وقوة دفع جديدة.

واعتبر المعايطة، أن عمّان والرياض لديهما رؤى ومصالح مشتركة، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو إيران، أو قضايا العراق واليمن وسوريا وغيرها، فهناك مصلحة مشتركة لكلا البلدين في الاستقرار لمواجهة هذه الملفات.

ويقول المعايطة “اذا تجاوزنا الكلام العام في وصف العلاقات العربية العربية فان أي حديث عن العلاقات الأردنية السعودية لا يمكن أن يكون محكوما بلحظة سياسية في أي مرحلة فحسب بل هناك من حقائق التاريخ والجغرافيا والسياسة والمصالح التي لا يمكن تجاوزها في أي تحليل أو حديث عن هذه العلاقات وهي حقائق يجب أن لا تغيب أبدا”.

وتابع المعايطة “أن البلدين في إقليم أزماته وقضاياه ومشكلاته منذ قرن من الزمان ولديهم رؤى ومصالح مشتركة وتقارب في التعامل مع هذه الأزمات سواء القضية الفلسطينية أو ايران أو المد الشيوعي في القرن الماضي، وما طرأ من قضايا في العراق واليمن وغيرها، وهناك مصلحة مشتركة عميقة لكلا البلدين في استقرار كليهما وقوتهما في مواجهة هذه الملفات، وهذه المصلحة المشتركة يدركها اهل الحكم في البلدين، فلا يمكن تخيل سعودية قوية مستقرة في ظل ضعف او غياب استقرار في الأردن على حدودها الشمالية وكذلك الامر للأردن الذي لا يمكنه أن يملك استقرارا متكاملا فيما لو أصاب السعودية قلق لا قدر الله”.

*** 600 ألف مغترب أردني في السعودية

يشار إلى أن الجالية الأردنية في السعودية يقدر عددها بنحو 600 ألف مواطن أردني، وفق السفير السعودي نايف بن بندر السديري.

وجرى خلال الأسابيع الماضية توقيع اتفاقية شراكة استثمارية بين الحكومة الأردنية والصندوق السعودي الأردني للاستثمار، بقيمة 400 مليون دولار، لإقامة مشروع نوعي في مجال الرعاية الصحية، إلى جانب توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء سكة حديد بطول 418 كيلومتراً، تربط ميناء حاويات العقبة بميناء الماضونة البري المقرر إنشاؤه في جنوب عمّان.

وتعتبر السعودية الشريك التجاري الأول بالنسبة للأردن، فحجم تجارة البلدين العام الماضي بلغت 5 مليار دولار، كما تتصدر المملكة موقعاً متقدماً في قائمة المستثمرين بالأردن بنحو 13 مليار دولار.

وحسب تقارير الهيئة العامة للاستثمار السعودية تُعد المملكة من أكبر ثلاث دول مستثمرة في الأردن.





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق