الاستقلال عنوان السيادة

محمد الطراونة

في حياة الأمم والشعوب، ثمة مناسبات خالدة يسجلها التاريخ، وتتوارثها الأجيال، الخامس والعشرون من أيار بالنسبة لنا تاريخ يدونه الاردنيون بكل الفخر والاعتزاز، وهو في الضمير والوجدان من كل ابناء الوطن، إنه عيد استقلال الوطن، عيد السيادة والكرامة، وتأتي هذه الذكرى هذا العام، وقد دخلت الدولة مئويتها الثانية بكل كفاءة وبمزيد من الإنجازات، فهذه المرحلة هي مرحلة تجذير المسار الديمقراطي، بعد إنجاز منظومة تشريعات متطورة للأحزاب والانتخاب والادارة المحلية، بالتزامن مع وضع اللمسات الاخيرة على برنامج اقتصادي طموح يشكل الشغل الشاغل للحكومة ولكل اجهزة الدولة، وكذلك خطوات التطوير الإداري كل ذلك وفق برامج زمنية محددة، أعدتها لجان على قدر عال من المسؤولية والخبرة والتجربة، وتجسد الدولة في كل مفاصلها حقيقة أن الاستقلال ليس مجرد إعلان على الورق، الاستقلال انجاز وعمل وعطاء، يجسد معني المواطنة والإنتماء الحقيقي بأسمى معانيه، هو تاريخ يرسم ملامح مرحلة جديدة، تبدا معه مسيرة جديدة طموحة، وهو عنوان امتلاك القرار الوطني الحر، و ذكرى الاستقلال فرصة لاستذكار بدايات تاسيس الدولة، وخطوات وضع الأردن على طريق البناء والنهضة، هي فرصة للتوقف مطولاً وبكل الإحترام والتقدير عند جهد آل هاشم الأخيار، لرسم صورة معاني الفخار والعز والكبرياء الوطني، لبناء الدولة الحديثة بدءً من من جهود الملك المؤسس عبد الله الأول، الى عهد الملك طلال واضع على الدستور الى عهد الملك الحسين الباني طيب الله ثراهم جميعأ، وصورا الى العهد الميمون لجلالة الملك عبد الله الثاني أطال الله في عمره، والى جانبهم ومعهم أبناء الوطن كل في مجاله، الذين التفوا حول قيادتهم الحكيمة، إنها حقبة زمنية طويلة و مهمة من حكمة القيادة ووضوح رؤيتها في رسم بناء نهضة الأردن الحديث، قيادة تمتلك الشرعية الدينية والتاريخ ، أوصلت بلدنا الى ما هو عليه من تطور وحداثة، رغم قلة الموارد ومحدودية الإمكانيات، إلا من ارادة قوية والتصميم على البناء والتطوير، ابدأ لم تكن سهلة المراحل التي مر بها الوطن عبر مسيرة اعلاء بنيانه، بل كان محاطاً دائماً بالصعوبات والعواصف التي شهدتها المنطقة َانعكست تبعتها السلبية مباشرة على الأردن، جهود اثمرت في الوصول الى مكانة دولية مرموقة واحترام عالمي لنهج ومصداقية القيادة الهاشمية، واصبح الوطن انموذجاً لدولة القانون والمؤسسات وإحترام كرامة وحقوق الإنسان ويحتفل الاردنيون بهذه المناسبة وسط تقدير واعتزاز بما حققه الأردن من نهضة شاملة تعليمية وصحية وعمرانية وخدمات متطورة وبنية تحتية متكاملة، تضاهي ما وصلت إليه الدول المتقدمة، والوطن يسير قدماً بكل ثقة في مسيرة الإصلاح الشامل والبناء والإنجاز ويواصل جهوده في تعزيز مبدا الإعتماد على الذات، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، ووضع خطط للنهوض الاقتصادي، وتحسين نوعية الخدمات المقدمة للمواطنين في كافة المجالات، في وقت يواصل فيه الأردن جهوده الكبيرة في دعم القضايا العربية، وجهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وسط تقدير عالمي لاهمية ومحورية دوره في العديد من القضايا التي تشغل المنطقة والعالم، في ذكرى الاستقلال نستذكر جهودا الأوائل الذين بنوا وشيدوا ووضعوا اللبنات الأولى في مراحل تأسيس الدولة، وفي ذكرى الاستقلال تحية اعتزاز وفخر بقواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية، ولكل السواعد التي تعمل على مواصلة تطوير وبناء الوطن بكل إخلاص، وكل عام والوطن والقائد وأبناء الشعب بألف خير وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار.





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق