ماذا يريد سمو ولي العهد من العقبة؟

د. عبدالمهدي القطامين

لليوم الثاني على التوالي يواصل ولي العهد جولاته واجتماعاته في العقبة محاورا موجها راصدا لبعض اماكن الخلل فماذا يريد ولي العهد من العقبة اذن ؟

لقد اوضحها امس في لقائه مع مجلس مفوضي المنطقة الخاصة نريد ان نطور المواقع السياحية نريد ان نقيس رضى الزوار والسياح عن الخدمات المقدمة ويضيف الناس مطلبا آخر نريد ان نرى ثمار التنمية وقد انعكست على واقعنا وان تتوفر فرص العمل لابنائنا الذين استنزفوا كل مدخراتنا وقروضنا اثناء تعليمهم وحين يعلن احد المصانع انه وفر ما يقارب الف فرصة عمل من حق الناس التساؤل عمن اشغل ويشغل تلك الفرص والحقيقة المرة ان جلها من العمالة الوافدة من بنغلادش والهند وسيرلانكا ولا نلوم المستثمر على ذلك فنص قانون المنطقة الخاصة يسمح له بذلك فقد اتاح لكل مستثمر ان يستورد عمالة تصل الى ما يقارب ٧٠ بالمئة من اجمالي فرص العمل المتولدة في الاستثمار الاجنبي وهذا عيب قانوني يجب اعادة النظر فيه وتعديله بما يسمح للمواطن ان يعمل في المصانع التي تقام في منطقته والا ما جدوى الاستثمار ان لم يخلق فرص عمل وطنية .

سمو الامير يدرك تماما هذه المعادلة ويحث على ان تصل الجميع مغانم التنمية ولكن ذلك مرهون بخلق بيئة عمل مقنعة للشاب او الشابة الاردني فما جدوى ان يكون راتبهم في هذه المصانع لا يتجاوز ٢٥٠ دينار وماذا سيفعل هذا المبلغ في ظل التضخم المتزايد واعباء الحياة التي تسحن الناس بلا رحمة اظن ان الامر يحتاج الى اعادة النظر في الحد الادنى للاجور خاصة في المصانع التي تشغل كما كبيرا من العمال كمصانع النسيج والالبسة والتي تشكل حاليا في العقبة نسبة كبرى من قطاع الصناعة .

في قطاع السياحة والذي يركز عليه سمو ولي العهد ثمة معادلة مختلة وتحتاج الى اعادة نظر فهذا القطاع ما زال موسميا مرتفع الكلفة على الزائر والسائح والسبب ان الكلف التشغيلية على هذا القطاع عالية من حيث كلف الطاقة وكلف الايواء والاعاشة وكلف المياه وكلف الارض المقام عليه قطاع الصناعة وبغير اعادة النظر في كل هذه الكلف فأننا سنظل ننفخ في قربة مخزوقة فالكلف ستظل عالية والسياحة ستبقى موسمية بدل ان تكون على مدار العام .

الرؤيا التي يمتلكها ولي العهد للعقبة كبيرة ويمكن تحقيقها واهتمامه بالاستراتيجية وبالتفاصيل ايضا دليل على جدية التوجه لكن التنفيذ ما زال بطيئا ويصطدم في الكثير من الاحيان بمعيقات بيروقراطية ومالية ويبدو ان الحكومات ما زالت تنظر الى التسويق والترويج السياحي النظرة الروتينية اياها مع تنامي ضبط النفقات متناسية انك ان امتلكت عشر دولارات فعليك انفاق تسعة منها في الاعلان والترويج الذي سيؤتي اكله لاحقا حتى ولو طال الانتظار.





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق