الزيارة الملكية وتبدل الأولويات

د. حازم قشوع

يبدو ان زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة شكلت منطلقا جديدا للمنطقة في اولوياتها وسياساتها حيث يتوقع الكثير من المتابعين ان يتم البناء عليها في المستقبل المنظور حيث حملت هذه الزيارة العديد من النتائج وعلى الكثير من المستويات وبدأ يتكون معها جمل سياسية جديدة لم يكن لأحد ان يتوقعها وكما أتت بنتائج لم تكن بالحسبان.

فمنها ما أخذ ابعاد امنية كتلك التى يتم صياغتها للتعاطي مع الحالة السورية بعد الانسحاب الروسي من هناك واخرى ما يتم بلورتها في حالة الاوضاع في اليمن ولبنان واما المركزية منها التي يتم ترتيبها من اجل عودة الزخم المعهود للقضية الفلسطنية عبر الحركة النشطة التي يشهدها الكونغرس في تثبيت الحقوق المشروعة وفي التحقيق باغتيال شيرين ابو عاقلة هذا اضافة لقضايا اخرى تطال القدس الشريف.

وهو ما يدل ان المنطقة عادت لتكون عند سلم اولويات الادارة الامريكية بعد الزيارة التي حملت جلالة الملك للولايات المتحدة والتي كانت مكثفة ومركزة وطالت بيت القرار الامني المركزي في البنتاغون والامن الاقليمي في فلوريدا وبيت القرار في الكابتول وعنوانه في واشنطن وتم ادخال قضايا المنطقة في اجندة الولايات المتحدة القادمة عندما شارك جلالة الملك في وضع البرنامج العام للجملة السياسية للشؤون الخارجية القادمة.

مع شروع البيت الابيض بالترتيب لزيارة الرئيس الامريكي للمنطقة وهو ما يتم عبر ترتيبات يتم اتخاذها وتحركات يتم القيام بها من قبل الادارة الامريكية طالت الكثير من الاجراءات وحملت الكثير من المنازل كل هذا جاء عقب الزيارة الملكية للولايات المتحدة.

وهذا ما يمكن ملاحظته من الزيارة التي قام بها قائد القوات الامريكية المركزية كوريلا لمصر لبحث كيفية تأمين الاحتياجات المصرية من القمح اضافة لقضايا امنية داعمة لامن ومصر ومناخات الاستقرار فيها وهي ما اعتبرت زيارة داعمة للرئيس السيسي بعد تحركات جمال مبارك الاخيرة.

وفي الاتجاه المتمم فلقد تم تسليم السلطة في دولة الامارات للرئيس محمد بن زايد بطريقة سلسة عندما تم نقل السلطة بهدوء القبول وفق مراسم شاركت بها كاميلا هاريس نائب الرئيس الامريكي ووفد رفيع ضم ووزير الدفاع ووزير الخارجية.

واما في الاردن فقلد تم حسم موضوع الفتنة بعد طول انتظار وتم الانتهاء من هذا الملف بسلام على الرغم من كثرة تعقيداته وتفاصيله الداخلية والخارجية لكن الاحاطة الملكية كانت اشمل واستطاعت احتواء هذا الملف من واسع قدرة وعظيم مقدرة وهو ما جاء عقب الزيارة الملكية لواشنطن.

وبعد الزيارة الملكية للولايات المتحدة اخذ ترتيب زيارة الرئيس جو بايدن بخطوات متسارعة وبدأ ترتيب الزيارة الرئاسية الاولى تتم بخطوات متوالية وهي الزيارة التي وصفها بعض المتابعين بانها زيارة تحول المنطقة من البرنامج الجمهوري التي كانت تقف عليه اغلب انظمة المنطقة الى برنامج يطفي شرعية الادارة الديموقراطية على الواقع العام بالمنطقة وهو ما جعل بعض السياسيين يصفون زيارة الرئيس جو بايدن للمنطقة بالزيارة التاريخية ويصفون زيارة جلالة الملك للولايات المتحدة بزيارة تبدل الأولويات.





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق