أزمة جديدة

كتب: الخبير الاقتصادي منير دية

يبدو أن العالم على موعد مع أزمات متتالية بدأت بأزمة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية واليوم يعيش العالم بوادر وباء جديد عرف باسم (جدري القرود)، فمن إفريقيا إلى أمريكا الشمالية وكندا فأستراليا وأوروبا انتشر المرض بصورة ملفته وسجل العالم خلال أيام معدودات أكثر من ألفي إصابة وعشرات الوفيات واجتماع عاجل لمنظمة الصحة العالمية لتقييم انتشار المرض وطرق انتقاله والوقاية منه، وكأننا على أعتاب وباء جديد حيث بدأت دول العالم تراقب حدودها وتتابع مواطنيها ولا أحد يعلم إلى أين نحن ذاهبون بهذا الجديد.

تقرير صادر عن مؤتمر ميونيخ الأمني في عام 2021 وبمشاركة مؤسسة (بيل جيتس الخيرية) يتحدث عن سيناريو مرعب بظهور جدري القرود، وكتب التقرير أنه سيظهر المرض يوم 15/5/2022 وسينتهي في شهر 10/2023، وسيصيب أكثر من 3.2 مليار نسمة وسيموت منه أكثر من 271 مليون شخص.

والسؤال المهم في حال استمرار انتشار هذا المرض؛ هل اقتصاديات العالم قادرة على تحمل مزيد من الأزمات وما تخلفه من تبعات اقتصادية واجتماعية خطيرة؟ وإذا تحول هذا المرض إلى وباء وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية هل سيكون هنالك إجراءات احترازية صحية مشددة؟ وهل سندخل في إغلاقات وقيود جديدة ستضرب اقتصاديات العالم من جديد؟

لقد عانى العالم خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وشهدت معظم اقتصاديات الدول أزمةً وتضخمًا وغلاء أسعار وشحًا في السلع وتعطلًا في سلاسل التوريد، وازداد الفقر وارتفعت نسب البطالة وتعثرت عديد المشاريع وأفلست عديد الدول والمؤسسات، وعندما اعتقد العالم أنه على أعتاب نهاية وباء كورونا وأن مرحلة التعافي بدأت وإذ بالحرب الروسية الأوكرانية تدخل العالم بنفق مظلم، وتبدأ أسعار الطاقة والغذاء بالارتفاع، ويشهد العالم أكبر نسبة للتضخم في التاريخ المعاصر.

يقف العالم على قدم واحدة خلال الأيام القادمة في انتظار ما سيخلفه مرض (جدري القرود) ليدخل في صراع وجود مع أزمة جديدة سيكون لها تبعات خطيرة على الأفراد والحكومات والإنسانية جمعاء.





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق