تشكيل الأحزاب في الأردن ليس ترفا

كتب: حسن البرماوي

تشكيل الأحزاب في الأردن ليس غريبا ولا مبتكرا، فالديمقراطية والتعددية الحزبية لا يفترقان، وتعدد الأحزاب يتيح للمواطنين ثراءا فكريا ويعزز الوعي وينشر فكر الديمقراطية ويحقق للمواطنين حرية التفكير والاختيار والتقييم.

تعدد الأحزاب في عالمنا المعاصر هو الملمح الأهم للديمقراطية والحقوق وهي ظاهرة صحية، وظاهرة تخدم التطور الفكري والقبول بالرأى الآخر واحترامه وتتيح التعددية الحزبية للمواطن والموازنة بين الأفكار والتحليل والمقارنة والاختيار.

ليس من المنطقي أو الضروري في عالمنا المعاصر صهر الجميع في بوتقة واحدة ووفق مسار فكري واحد، النخب التي تلجأ لتشكيل الأحزاب هي نخب سياسية وفكرية واجتماعية.

ولها منطلقاتها ومبادئها وتصوراتها للارتقاء بالبلد, وتحديث اداءه وتطوير ادارته واقتصاده وعلاقاته الاجتماعية.

فلكل حزب فكره ورايه ومواقفه، وأن هذا في المحصلة خدمة كبرى لقضايا الوطن ولتطوره الخلاق، أن النخب التي تلجأ لتشكيل أحزاب تصر على المشاركة، وتطرح فكرها للتصويت وأن هذا ظاهرة صحية بل وضرورية في عالمنا أن البيئة السياسية في أي بلد مهما تكن صالحة ومناسبة لتشكيل الأحزاب وحتى في المازق السياسي والاقتصادي وفي ظل أية أزمة، فأن من الضروري تشكيل الأحزاب.

ففكر الأحزاب يطرح تصورات وحلول وخطط وتوجهات لاخراج أي بلد من أزمته ومأزقه السياسي.

لا تتناقض التعددية الحزبية مع مصالح البلد ايا كان، ولا تتعارض مع آمنه وسلامه الاجتماعي ومع الرغبة في تطوره بل تساهم وتعجل في اخراجه من أزمته، ولا يجب أن يغيب عن بالنا أن الأحزاب في الدول الديمقراطية هي في قبضة صندوق الاقتراع، وأن عقل المواطن هو الذي يحكم ويختار ويدلي بصوته.

البيئة السياسية مهما تكن لا تعيق تشكل الأحزاب، ولا تتعارض مع التعددية بالفهم الديمقراطي بالقطع، وقد ظهرت احزاب كثيرة في الديمقراطيات المعاصرة، وفي ظـل توتر وازمات وكان دافعها البحث عن حل وتقديم تصور لاعادة الامور الى نصابها تشكيل الأحزاب ليس ترفا بل حاجة وضرورة تقتضيها ظروف المجتمعات وحاجاتها أن حزبنا هو حزب مواطنة، وهو حزب كل مواطن وحزب الوطن ومصالحه وامنه واستقراره وهو حزب العدالة والانصاف والمساواة, وهو حزب المشاركة والحقوق والواجبات, وهو حزب الوحدة الوطنية وهو حزب الحريات, وهو حزب الوعي والمعرفة وخلاصات ما توصل له العقل البشري في الادارة والحكم والرقابة والمحاسبة.

المواطنون في حزبنا سواسية كاسنان المشط، وحزب المواطنة مدرسة للارتقاء بذوق المواطن ولتشذيب نوازعه ونزواته ،وترويض علاقاته بالاخر وتعزيز محبته له واحترامه.

وهو حزب للخلق الحسن والسلم الاهلي.

وسيعمل الحزب على الارتقاء بالمفاهيم السياسية، وإعادة صياغة العديد من المصطلحات الفكرية والسياسية.

لبناء انسان اردني يدرك حقوقه ويعرف واجباته, كما يحترم حقوق الغير، ويقبل بالمشاركة كواجب مقابل الحقوق علينا أن نرتقي بمجتمعنا، ونعمل على انصهاره في بوتقة المواطنة بوتقة الاخاء والمحبة والحقوق بوتقة العدالة والمساواة ولصالح اردننا الذي نتطلع أن نراه ديمقراطيا حرا وأن نحقق المكتسبات لكل الاردنيين من اجل العيش في ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية معتدلة ومقبولة وتقديم النصح للحكومات ومراقبة اداءها؛ وذلك لرفع مستوى معيشة المواطن والمحافظة على عيش كريم له وهذا ما ننادي به.

الدستور





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق