بؤس السياسة

الدكتور عبدالمهدي القطامين

في علم السياسة نفهم ان تعقد الدول الصغيرة تحالفات مع دول أخرى قوية وان تتحزم بها وقت الشدة لكن ذلك التحالف يتحول الى عبء وخيانة عندما تكربج كل مفاصل الدولة عن العمل وتتعطل ترضية للحليف الأقوى ويصبح هو الامر الناهي كما نرى في العديد من دول المنطقة بحيث يظل الحليف الصغير صغيرا الى درجة التماهي والذوبان مع الحليف الأكبر وتصبح كل قراراته رهنا بما يميله عليه القوي وليس بما تمليه عليه ظروفه الوطنية ومطالب شعبه.

اجزم ان أمريكا لا تمارس مع حلفائها سياسة التهمير والتسكيت ان ارادت تلك الدول النهوض وبناء اقتصاد قوي ومجتمع قوي وخططت تخطيطا سليما لبناء دولتها لكن تلك الدول التابعة استمرأت السكوت واستمرأت التبعية لتظل غب الطلب تسير “الحيط الحيط ”  وتطلب من السيد الرضى وكفى الله المؤمنين شر القتال.

من المؤكد ان لا دولة تقوى على الوقوف لوحدها في ظل هذا العالم الذي تتصارع فيه قوى عدة وتتسابق فيه الدول نحو البناء والتطور وفرض الهيمنة فالمعادلة  الدولية حرجة الى حد بعيد  وقاسية لكن المؤكد اكثر ان أي دولة تستطيع ان تحمي سيادتها اذا وقفت مع شعبها في السراء والضراء فقد تهزم الأنظمة والسلطات لكن الشعوب ابدا لا تهزم فأي شعب محبط تائه خائف فقير جائع  لا يمكن له ان يكون مناصرا لنظامه اذا حلت نهايته وخطط له الحليف ان يهزم ولعل في التاريخ عبر كثيرة وابرزها شاه ايران الذي كان الحليف الأقوى للولايات المتحدة الامريكية لكنها بعد ان تخلت عنه وقال الشعب كلمته وهرب بطائرته لم يجد دولة واحدة من دول العالم تستقبله لأنه هارب من شعبه ومن يهرب من شعبه لن يجد سقفا يؤويه حتى ولو امتلك كل عقارات الدنيا فهي في لحظة واحدة تتحول الى هباء منثورا.

حين لا تتعظ دول العالم الصغيرة التابعة لقوى اكبر من التاريخ ومواعظه فأنها كمن يطلق النار على قدميه وتحفر قبرها بيديها.

اخيرا السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه ويبدو ان دول العالم الثالث من صنف ثالث لا يتعظ بنفسه ولا يتعظ بغيره وذلك اسوأ ما يكون.





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق