رد مجلس النواب على خطاب العرش

هلا أخبار – رفع مجلس النواب، اليوم الأحد، رده على خطاب العرش السامي، الذي تفضل جلالة الملك عبدالله الثاني بإلقائه في الخامس عشر من الشهر الجاري، في افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة التاسع عشر.

وأكد رئيس مجلس النواب عبدالكريم الدغمي أن الطريق الآمن لتحقيق التحديث مع الحفاظ على المكتسبات وصون الاستقرار وحمايته يكون بالانتقال ضمن برامج واضحة الأهداف، معتبرا حزمة التعديلات الدستورية وقانوني الانتخاب والأحزاب وتوجيهات جلالة الملك المستمرة لإحداث إصلاح إداري واقتصادي، مؤشرا فعليا لتجاوز مرحلة الأماني إلى مرحلة التنفيذ والإنجاز.

وفيما يلي نص رد مجلس النواب على خطاب العرش السامي:

"بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبي الرحمة والسلام النبي العربي الهاشمي الأمين وعلى جميع المرسلين المصطفين.

مولاي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله وأعز ملكه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يشرفني وأعضاء مجلس النواب وبكل معاني الفخر والاعتزاز أن نشكر جلالتكم لتفضلكم بافتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس النواب التاسع عشر، وأن نمثل أمامكم لنرفع إلى جلالتكم رد المجلس على خطبة العرش السامي.

صاحب الجلالة،

جاء افتتاح هذه الدورة متزامنا مع مناسبتين عزيزتين، لهما في قلوب الأردنيين ووجدانهم المكانة الأسمى، استقبال المئوية الثانية لتأسيس دولتنا الأبية، وذكرى ميلاد الفارس الهاشمي، باني الأردن الحديث، الحسين بن طلال – طيب الله ثراه- .

وإننا إذ ندخل المئوية الثانية بعزيمة أرسى الهاشميون قواعدها الراسخة على أساس الحق والعدل والحرية، فإننا نعي حجم التحديات التي تواجهنا لتحقيق طموحات الأردنيين وأمانيهم، التي تجسدونها جلالتكم في رؤاكم الاستشرافية وتوجيهاتكم السديدة.

فقد جاء خطابكم السامي إضاءة كاشفة، تحدد الأولويات التي ترسم ملامح الطريق الأوضح للارتقاء بالأردن دولة يفخر مواطنها بالانتماء إليها – كما أشرتم جلالتكم – ويعتز بنسبه إليها.

صاحب الجلالة،

إن مجلسنا يبارك رؤاكم الإصلاحية الحكيمة، فالطريق الآمن لتحقيق التحديث مع الحفاظ على المكتسبات وصون الاستقرار وحمايته يكون بالانتقال ضمن برامج واضحة الأهداف، وفي هذا السياق نثمن – سيدي – مشروعكم السياسي القائم على أساس مهام التحول الديمقراطي، وما حزمة التعديلات الدستورية وقانونا الانتخاب والأحزاب وتوجيهاتكم المستمرة لإحداث إصلاح إداري واقتصادي، إلا مؤشر فعلي لتجاوز مرحلة الأماني إلى مرحلة التنفيذ والإنجاز، لقد أكدتم – سيدي – على البيئة الحاضنة للحياة الحزبية، التشريعية منها، والرقابية التي تعد ركيزة أساسية لتشكيل برلمانات وحكومات قادرة على عبور المئوية الثانية بأمان.

صاحب الجلالة،

إن إدامة مؤسسات الدولة بمختلف مجالاتها، السيادية والدينية والتعليمية والرقابية ورفدها بما يعزز قواعد عملها ويرسخه، واجب وطني، ففي ذلك قوة للدولة وصون لمكتسباتها، وتعزيز لأمنها واستقرارها، نؤمن – يا سيدي- أن وطننا يحميه جيش عربي مصطفوي وترعاه أجهزة أمنية محترفة، ولهم منا ومن الأردنيين، تحية الاعتزاز والتقدير مؤكدين دعمهم عاملين ومتقاعدين.

صاحب الجلالة،

لقد أحيلت إلى مجلسنا مشاريع القوانين الناظمة للحياة السياسية وسنعمل بكل حرص وأمانة على دراستها واضعين نصب أعيننا معالجة مشكلتي الفقر والبطالة ورفع المستوى المعيشي لأبناء الوطن، ونعدكم يا سيدي أن نحقق كل معاني الارتقاء في الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي بشراكة فاعلة وتعاون مرن بين السلطات.

صاحب الجلالة،

إننا على قناعة مطلقة بأن الشباب والمرأة يشكلان على مر التاريخ رافعات جبارة قادرة على أن تكون ركائز حقيقية في التطوير والتحديث على كل المستويات.

ولذا سنسعى جاهدين لتمكين الشباب والمرأة ضمن إطار التكامل الوطني لبلوغ الإصلاح السياسي المنشود.

مولاي المعظم،

لقد استمع إليك شعبك الأبي مباركا ومؤيدا عندما قلت لاءاتك الثلاث: لا للتوطين، لا للوطن البديل، لا للمساس بالقدس، إن ذلك ليس غريبا عليكم آل البيت، فها هو التاريخ ما زال يردد صدى كلمات جدكم الشريف الهاشمي الحسين بن علي – طيب الله ثراه- مخاطبا الوفود العربية عندما جاءت لمبايعته بالخلافة : (واقتبس هنا) "لا أتنازل عن حق واحد من حقوق البلاد، لا أقبل إلا أن تكون فلسطين لأهلها العرب، أقول لأهلها العرب لا أقبل التجزئة ولا أقبل الانتداب ولا أسكت وفي عروقي دم عربي عن مطالبة حكومة الانتداب بالوفاء بالعهود التي قطعتها للعرب" (انتهى الاقتباس).

وستظل القضية الفلسطينية والقدس هاجس الضمير وديدن النفس، فأنتم صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية التي تستمد قوتها ووجودها من خلال الحفاظ على عروبة القدس وهي حجر الأساس في الوقوف ضد مشروع التهويد، وإننا سنكون دوما مع حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني المناضل وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

صاحب الجلالة،

حفظكم الله نصيرا للحق والعدالة وحفظ الأردن حصنا منيعا يعربي الهوى والانتماء، وحفظ الله صاحب السمو الملكي الشبل الهاشمي الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد الأمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

وحضر تلاوة الرد على خطاب العرش السامي، رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، ورئيس المجلس القضائي محمد الغزو، ورئيس المحكمة الدستورية هشام التل، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، ووزير الشؤون السياسية والبرلمانية موسى المعايطة.

 

 





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق