الملك في أوروبا.. الدلالات والتوقيت

نيفين عبدالهادي

 الملك في أوروبا ليس عنوانا لخبر أو تحليلا، إنما ملخّص لحالة سياسية يؤسس لها جلالة الملك خلال مرحلة هامة سياسيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا، ففي جولة جلالة الملك لعدد من الدول الأوروبية والتي بدأها جلالته أمس الأول الاثنين متوجها بحفظ الله إلى النمسا تحمل من الدلالات الهامة والرسائل الجوهرية لتغيّر من شكل الكثير من الأحداث التي يشهدها الإقليم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

جولة جلالة الملك التي تشمل بولندا وألمانيا والمملكة المتحدة، إلى جانب النمسا، تتضمن الكثير من الملفات الهامة وفي مقدمتها بحث العلاقات الثنائية وسبل توسيع التعاون مع هذه الدول، فضلا عن تناول آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، اضافة إلى مشاركة جلالة الملك في مؤتمر قمة المناخ (COP26) الذي سيُعقد في غلاسكو في اسكتلندا، وفي هذه التفاصيل كمّ كبير من الملفات الهامة التي تجعل منها العنوان الأهم خلال المرحلة الحالية للحدث السياسي عربيا ودوليا، ففي مضامين الزيارة أهمية كبرى، يضاف لها ما يضاعف أهميتها هو التوقيت، ففي زمانها دلالات أيضا هامة جدا.

ويجدد جلالة الملك خلال جولته تاكيده على الثوابت الأردنية التي تقود في تطبيقها إلى تحقيق السلام الشامل والعادل، ليس فقط على الأرض الفلسطينية ولا حتى الأراضي العربية، إنما في العالم، حيث يؤكد جلالته على أهمية العمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، داعيا جلالته لضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل الدولتين، كونه السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم في المنطقة.

كما ويؤكد جلالته استمرار الأردن في بذل كل الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، ليس هذا فحسب إنما تشديد جلالته على أهمية استمرار دعم وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها التعليمية والصحية، وفقا لتكليفها الأممي، واضعا جلالته بذلك فلسطين على المنابر الأوروبية قضية في حسمها وحلّها وفقا لرؤى جلالته ستخرج لنور السلام وستنهي الكثير من مشاكل المرحلة عربيا ودوليا.

وعلى ذات المنابر الأوروبية سينقل جلالته الصوت العربي للدول الأوروبية، مؤكدا ضرورة التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها المنطقة، تعيد الأمن والاستقرار لشعوبها، ليكون جلالته صوت الحق في العالم ولسان حال لغة العقل والأمن والسلام، في سعي جاد لإحلال السلام وجعل المنطقة العربية دوما تحت مجهر العالم وأوروبا باسماع الصوت العربي لكل عواصم صناعة القرار، وتقديم رؤية أكثر وضوحا ودقّة حول الواقع الاقليمي والفلسطيني.

أجندة جولة جلالة الملك إلى عدد من الدول الأوروبية تحمل في طياتها شؤونا مختلفة، ثنائية تجمع الأردن بهذه الدول، وسياسية اقليمية ودولية، اضافة لملفات المرحلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية؛ ما يجعل للزيارة أهمية كبيرة من حيث دلالاتها وتوقيتها، في ظل أزمات تمر بها المنطقة وتداعيات جائحة كورونا، ودون ادنى شك سيكون لهذه الجولة الكثير من الايجابيات الملموسة محليا وعربيا ودوليا وعلى كافة القضايا، ففيها بداية لحالة سياسية اقتصادية جديدة برؤية ملكية من جلالة الملك ثريّة بالفكر المختلف واضاءات عملية لكافة قضايا المرحلة المتأزّم منها تحديدا.

الدستور





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق