الكلمة رسالة

عودة شديفات

 ** اللواء المتقاعد المستشار الاعلامي و الثقافي في القيادة العامة للقوات المسلحة

ما أجمل أن يتدبر الإنسان تعابيره ويفكر بها ملياً قبل ان يبثها ويكتبها وينشرها، فهي إن خرجت ربما أحرجت ، والكل يدرك أن الكلمة اذا بثت وخرجت من مرسلها فمن الصعب التكهن بآثارها سلباً أو إيجاباً، و هذا الذي يجب أن يتوقف عنده الانسان ويتدبر ويفكر ثم يعبر، فالكلمة أنكى من الطلقة، لأن الكلمة تجرح أمةً وشعباً ومجتمعاً والطلقة ربما تؤذي شخصاً واحداً، فالكلمة مادة حرب وسلام، فأجعلها سلاماً بسلام، تغنم ولا تندم تجبر ولا تكسر، فلكل مقام مقال، ولكل قفل مفتاح، فإنك إن تسرعت بالكلام ولم تضبط لسانك فإنك لن تستطيع أن تعتقل ألسنة البشر عن نفسك وإيذائك والتمادي في التجريح وبث سموم الكلام الذي يخرج كما السهام المسمومة.

ويقول الشاعر:

إذا نطق السفيه فلا تجبه فخيرٌ من إجابته السكوت.

 لقد علمنا ديننا  بل و جاء في كل الشرائع السماوية ما يدل مباشرة أو بالفهم و التدبر بأن خير الكلام ما قل ودل، وأن الاغراق في التفاصيل سيحتمل كل التحاليل والتأويل فينبري لك أولئك الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يبحثون الا عن الغث فاختصر تنتصر، ولا تدع للمتربصين فرصة، وتدبر قبل أن تعبر وفكر برسالتك ونبرة صوتك و تقاسيم جبينك ووجهك ونظرات عيونك وحتى حركات يديك وتعابيرك الارادية واللاارادية فكل هذا سيجعل رسالتك في صواب أو عذاب فوق عذاب.

 






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق