احتياطات السلامة العامة واجبة وليست ترفاً وعوامل خطر “كورونا” ما زالت ماثلة

** عبيدات: عودة العمل في بعض القطاعات لا تعني العودة إلى الحياة الطبيعية
** الدبعي: الفحوصات تمثل حوالي 6 بالألف من عدد سكان الأردن
هلا أخبار- سامر العبادي- مع عودة بعض القطاعات الاقتصادية إلى العمل، باتت الحاجة ملحة إلى الأخذ باحتياطات السلامة، فالعودة إلى ممارسة الأنشطة لا تعني العودة إلى الحياة الطبيعية.
والحديث عن اجراءات التباعد الاجتماعي وأخذ الاحتياطات من ارتداء الكمامة والقفازات هو ليس ترفاً في هذه المرحلة، بل هو واجب يحتمه الجهد الذي بذل على مدار أكثر من شهر.
فالأردن، خلال هذه المدة بذل من جهده ومقدراته الكثير لأجل الوصول إلى هذه المرحلة، وإنّ أيّ تراخٍ أو استهانة يعيدنا إلى أيامٍ تجاوزناها، كنا فيها نحبس الأنفاس مع إعلان أعداد الإصابات.
** عبيدات: الوباء عالمياً لم ينتهِ بعد
ويقول الناطق الإعلامي باسم لجنة الأوبئة الدكتور نذير عبيدات “الوباء له مراحل تجاوزناها بأمانٍ، ولكن علينا أنّ ندرك أنّ الوباء عالمياً لم ينتهِ بعد فما زالت هنالك تخوفات من وجود إصابات، خاصة مع عودة الطلبة والراغبين بالعودة من الخارج”.
ويشير عبيدات في حديث لـ “هلا أخبار” إلى أنّ عودة العمل في بعض القطاعات لا تعني العودة إلى الحياة الطبيعية، “فأخذ احتياطات السلامة العامة من ارتداء الكمامات والقفازات وإتباع التباعد الاجتماعي هو ليس عودة للحياة الطبيعية”.
ويقول عبيدات إنّه “من الصعب أنّ ينتهي الوباء عالمياً دون توفر علاج أو لقاح له”.
** الدبعي: عوامل خطر ما زالت ماثلة
ويرى خبير علم البيانات الدكتور معتز الدبعي، أنه من المستغرب وجود نظرية المؤامرة عند البعض فيما يتعلق بعدم رفع الحظر بشكل تام، خاصة عندما يتحدث البعض دون علمٍ أو اختصاص أو دراية بالوضع الوبائي الذي تحتاج دراسته إلى تشاركية بين مجموعة من العلوم ذات العلاقة.
ويقول الدبعي لـ “هلا أخبار”: إنه “بالرغم من أننا الآن في أفضل حالاتنا من حيث السيطرة على انتشار الوباء، لكن هناك بعض عوامل الخطر الحقيقية والتي من الممكن أن تعيدنا إلى ما هو أخطر من المرحلة السابقة”.
ويشير الدكتور الدبعي، إلى أنّ عوامل مثل عودة الطلبة والأردنيين من الخارج، هي ما تزيد من احتمالية عودة الفيروس، موضحاً أنه بالرغم من فرض حجر صحي عليهم مدته 17 يوماً إلّا أنّ احتمالية نقل العدوى بعد هذه الفترة تبقى متاحة.
** الفحوصات تمثل حوالي 6 بالألف من عدد سكان الأردن:
ويحذّر الدكتور الدبعي، من احتمالية وجود حالات كورونا غير مكتشفة لدى البعض أيضاً، نظراً لعدد الفحوصات العشوائية والانتقائية التي تمت حتى اليوم.
ويوضح الدكتور الدبعي، أنّ الفحوصات التي جرت تمثل حوالي 6 بالألف من عدد السكان في الأردن، لافتاً إلى أنّ الاستهانة باجراءات السلامة العامة والتباعد الجسدي من شأنها أنّ تنقل العدوى ما يؤدي إلى زيادة ملحوظة ومسجلة في عدد الحالات – لا قدر الله- .
ويقول الدبعي، إنّ القرارات الحكومية جاءت تقديراً لأهمية التوازن بين الصحة والاقتصاد، لذا تمّ المحافظة على حركة النقل البري وتيسير أعمال وحياة المواطنين، خاصة حدود العمري بالرغم من أنها أدت إلى اكتشاف حالات جديدة بين سائقي الشاحنات ومخالطيهم.
** تجارب من الماضي:
ويستحضر الدكتور الدبعي في حديثه تجارب من الماضي بينها إنهاء إجراءت التباعد الاجتماعي في مدينة دنفر عام 1918م، غداة تفشي الانفلونزا الإسبانية ما أدى إلى موجة ثانية أعنف من الأولى.
** الدراسة السنغافورية اعتمدت فرضية بقاء الاجراءات الحكومية
كما ينوّه إلى دراسة تمت في إحدى الجامعات في سنغافورة والتي أصبحت متداولة بين الكثير من المواطنين بأنها أشارت الى إنّ الوباء سينتهي بالأردن في السادس من أيار المقبل بعد أن كان التنبؤ الأولي لنفس الدراسة يشير الى أنّ موعد انتهاء الوباء في الـ 19 من الشهر الحالي.
ويفسر الدكتور الدبعي التباين بالتواريخ، قائلاً: إنّ هذه الدراسة تعتمد المتغيرات بالاجراءات الحكومية الحالية أو التزام المواطنين بالإجراءات السليمة، أيّ أنّ التواريخ متغيرة بحسب الاجراءات والالتزام وعوامل الخطر.
ويقول الدكتور الدبعي، إنّ هذه الدراسة ستحمل متغيرات جديدة في وقت انتهاء الجائحة بالأردن، وذلك لتغير فرضيات الدراسة، والمقصود بها الاجراءات فتخفيفها يرتبط بعوامل الخطر من جهة زيادتها، متوقعاً أنّ يتغير تاريخ انتهاء الوباء المفترض بالدراسة.