خبراء: انخفاض حركة النشاط الانساني سبب أزمة “الخام الأمريكي”

هلا أخبار-  سامر العبادي- يرى خبراء اقتصاديون أنّ تحول العقود الآجلة للنفط الأميركي إلى سلبية للمرة الأولى في التاريخ يأتي مع امتلاء مستودعات تخزين الخام وإحجام المشترين.

وقال الخبراء لـ “هلا أخبار ” إنّ أزمة كورونا والحجر الصحي الذي طال 5 مليار انسان حول العالم أدى إلى انخفاض بالنشاط الانساني الذي أصله الحركة التي انخفضت ما أدى إلى انعكاس بيع العقود إلى الصفر.

العناني: حدث تاريخي لم يحصل من قبل

وقال نائب رئيس الوزراء الأسبق والخبير الاقتصادي جواد العناني، إنّ تسجيل العقود الآجلة للنفط الأمريكي سعره أقل من صفر  هو حدث تاريخي لم يحصل من قبل.

واعتبر العناني، في حديث  لـ “هلا أخبار” أنّ هذا التحول جاء كنتيجة للفائض الكبير في كميات النفط المعروض وانخفاض الطلب على الشراء المستقبلي، موضحاً أنّ تكلفة الصفر تعني أنّ البائعين سيدفعون للمشترين لأجل شراء الكميات المتعاقد عليها وتكاليف تخزينها والاحتفاظ بها.

** السوق بات للشراء فقط:

وقال  العناني، إنّ انخفاض الطلب على التخزين وإحجام المستثمرين عن شراء كميات النفط الفائضة انعكس على الأسواق، واصفاً السوق بأنه بات “سوق شراء” كون البائعين يتحملون الكلف الإضافية.

** ظاهرة فريدة من نوعها:

وعن علاقة أزمة كورونا بانخفاض أسعار عقود الخام الأمريكي، قال “إنّ حركة النشاط الانساني أساسها النقل والذي يشكل 50 بالمئة منها، واليوم شهدت توقفاً في معظم جوانبها ما أدى إلى تراجع استهلاك الدول بشكل كبير جداً“.

وأضاف العناني: “علينا أنّ ناخذ بعين الاعتبار توقف حركة الطيران والمركبات في كثير من دول العالم“.

ووصف العناني، ما جرى بأنها ظاهرة فريدة من نوعها تضرب اقتصاديات دول عدة، مشيراً إلى امكانية أنّ تكون الصين هي المستفيد الأكبر كونها مستهلكاً تبلغ  حاجتها اليومية للنفط بين 10 إلى 11 مليون برميل في الظروف العادية، ولكنها اليوم تستورد 5 مليون برميل، “ومن الممكن أنّ تستفيد عبر الشراء بأسعار منخفضة وتخزينها“.

وقال العناني، إنّ “أوبك” خفضت الإنتاج حتى تصل إلى سعر بيع للبرميل يبلغ 35 دولاراً.

** عقل: أزمة عقود مضاربين وستنتهي غداً

بدوره، أوضح خبير المشقات النفطية هاشم عقل، أنّ ما جرى ليس انهياراً بخام تكساس، بل هي أزمة عقود للمضاربين وستنتهي غداً، وأنها ولدت جراء غياب مقدرة تخزين الكميات التي تتضمنها العقود، حيث يريد البائعون التخلص من عبئها وتقليل الخسارة.

وتوقع عقل، في حديثه لـ “هلا أخبار” أنّ تنتهي مشكلة  العقود يوم غدٍ مع انتهاء تواريخها، مشيراً إلى أنّ بورصات العالم ما زالت تحتفظ بأرقام بيع تتراوح بين 26 و27 دولاراً لخام برنت و16 دولاراً خام غرب تكساس.  

وقال عقل إنّ الشراء بأسعار متدنية يتأتى من قوة المفاوضة مع البائع، “وهي ميزة لا تتكرر“.

** حادثة سابقة عام 2009م:

واستذكر عقل، في حديثه حالة مشابهة لما جرى اليوم عام 2009م، “ولكنها لمّ تكن بالحدة التي شهدناها اليوم، حيث وصل آنذاك سعر برميل النفط الأمريكي إلى 10 دولار”، وفق قوله.

وأكّد عقل، أنّ ما جرى اليوم لا علاقة له بالإنتاج الأمريكي أو إنتاج “أوبك”، قائلاً: “علاقة مضاربين مع عقود منتهية لا أكثر في ظل غياب قدرة التخزين والبيع“.

** 5 مليار مواطن بالحجر حول العالم

وعن علاقة كورونا بانهيار خسائر العقود الآجلة، قال “يوجد حوالي 5 مليار مواطن حول العالم بالحظر وتضاعف إنتاج (أوبك)”، معتبراً أنّها عوامل ضاغطة ولكنها ليست رئيسية.

وأشار عقل، إلى أنّ نسبة انخفاض استهلاك البترول عالمياً إثر أزمة كورونا تتراوح بين 24 إلى 26 بالمئة، متوقعاً أنّ تصل إلى 30 بالمئة في المدى القريب.

وأكّد عقل، أنّ القضية فنية محضة مختصة بالمضاربات وآثارها وستقتصر على ولاية تكساس وجوارها والمكسيك وأن خام برنت ومضاربيه لم يتأثرا.  





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق