ياغي : برنامج الحكومة مليء بالخداع

هلا اخبار – هاجم النائب مصطفى ياغي البيان الوزاري الذي تقدمت به حكومة هاني الملقي معبتراً أن برنامجها “مليء بالخداع” – على حد وصفه-.
 
وقال ياغي في كلمته مساء الاربعاء خلال مناقشات الثقة ” نحن الآن امام طريقين نقف على مفترق طرق ولا نحتاج لكل هذه الحيرة أبدا، فإما ان نسقط هذه الحكومة لن برنامجها مليء بالخداع والإجترار، وإما ان نمنحها الثقة وعندها لا يمكننا مواجهة هذه الأمة التي سنكون قد أسلمناها وباختيارنا وبمباركتنا لغول الإملاق بعد ان تجاوزنا حالة الفقر”.
 
واضاف ” عندها ستتصرف الحكومة باسمنا، سترفع الأسعار باسمنا، وستستمر بنهب المواطن باسمنا، ووستواصل إعلاق نوافذ الأمل في وطننا باسمنا، وباسمنا ستفعل كل ما يطيب لها ان تفعله في سبيل البقاء سيدة في الدوار الرابع منتشية بانتصارها المجاني عليكم”.
 
وتابع ياغي ” اما نحن فسنبقى على خاصرة العبدلي نشكو الزمان وتقلباته، ونشكو إعراض الحبيبة عن عشاقها، فالحكومة وفور فوزها برضاكم ستدير لكم ظهرها وتترككم في حيرة الشاكي الباكي، وباسمنا سنخسر اسمنا، وباسمنا سنرثي حالنا ومستقبلنا ومستقبل امتنا”.
 
وتالياً نص الكلمة : 
 
 
باسم الله الرحمن الرحيم
( اللهم يسر لي أمري واحلل غقدة من لساني يفقهوا قولي)
سيدي رئيس مجلس النواب الموقر
السيدات والسادة ممثلي شعبنا العظيم ومندوبيه في السلطة التشريعية
هذه الوِقفة خبرتُها في المجلس السابق، وعاينتها وعايشتها طيلة أشهر امتدت لأكثر من ثلاث سنوات عرفت منها كيف يمكن للسياسي ممارسة الضحك والخداع،ورأيت بأم عيني كيف للسلطة التشريعية أن تفتن نفسها عن قول الحق، وتستكين للسلطة التنفيذية، ثم تتقن لعبة الخسارة الدائمة والمجانية في سبيل مكسب متواضع هنا، ورضا هناك..
وهذه الوِقفة خبرتها تماما وأقول في نفسي وانا اتشرف بالوقوف اليوم امام شعبنا العظيم وأمام ممثلي ومندوبي الأمة الأردنية الصابرة”ما أشبه الليلة بالبارحة؟؟”، وهو سؤال فيه من العجب أكثر مما فيه من العُجبِ، فما رأيت والله في بيان السلطة التنفيذية المقدم لكم يا أصحاب الذوات الرفيعة غير كلام معاد، وسطر منسوخة، واساطير تتلى علينا بكرة وعشيا، ويُراد لنا تعبيد الطريق امام هذه الحكومة لتفعل بنا أفاعيلها واعاجيبها لاحقا عندما تصبح سياسة طحن المواطن وعصره مهنة تليق بهذه الحكومة كما كانت هذه المهنة تليق تماما بالحكومات السابقة، حتى أصبح المواطن أثرا بعد عين، ولم يعد هذا المواطن الذي جاء بنا هنا غير مجرد كائن وليس مواطن مهمته دفع الضرائب ، وتسديد فواتير الحكومات، وسد العجز في الموازنات المحطمة، وآلة إنتاج للدينار الأردني ما يبث أن تسطو الحكومات عليه فلا تترك منه في جيب المواطن غير ما يسمح له بالتمني والترجي وانتظار طائر الرعد الذي سينقذه من انكساره، ومن إملاقه، فقد تحول المواطن الأردني الى مُملقٍ لا يجد ما يقيم به أوَدَهُ.
وقد طالعت بيان الحكومة الذي تطلب منه وفيه ثقتنا، قرأته مرة قراءة الباحث عن الجديد، وعن البرنامج العبقري الذي كان يحدونا الأمل بان تتواضع هذه الحكومة وتقدمه لنا فما وجدت فيه غير كلام مستعاد من خطابات حكومية ماضية، فلا جديد فيه، ولا فكرة واحدة يمكن ان نشير اليها باحترام باعتبارها فكرة جديدة.
وطالعته مرة ثانية وقد تراءت امامي عشرات الصور والمشاهد وكأنني أنظر الى فيلم سينمائي سريالي تختلط فيه الألوان وتتحول الكائنات فيه الى مسوخٍ غريبة ومثيرة للشفقة، وتتداخل فيه العناوين فلا تثير فيَّ إلا المزيد من الخوف والرعب والرجاء، وانا أقول في نفسي ( ماذا فعل الأردنيون ليبتليهم الله بهذا؟؟!!).
والسؤال يستدرج أسئلة متسلسلة في متوالية تسالية تنهك صاحبها تساؤلا، وتقلته بحثا عن إجابات فلا يجد غير رجع الصدى..
ولو أردت ـ كانت هذه رغبتي ــ ان أدخل مع البيان الحكومي في ورشة تحليل لولا ضيق الوقت أولا، ولعدم قدرة هذا البيان على الصمود، فتركت هذه المهمة طالبا النجاة، ولكن يكفيني التأشير الى جملةمعطيات رقمية تفيد التحليل الكمي وتعتبر مؤشرا ومدخلا للتحليل النوعي..
ــ وردت كلمة الإصلاح في البيان 17 مرة مرتبطة بالاصلاح السياسي، والإداري والمالي..الخ.
ــ استخدم البيان كلمة “الفقر” 7 مرات فقط من بين 7500 كلمة هي مجمل مفردات ذاك البيان.
ــ تعطفت الحكومة علينا ولم تذكر كلمة الغلاء نهائيا في بيانها الإنقاذي الإصلاحي.
ــ وتجنب البيان ذكر كلمة الضرائب نهائيا، وكأن الحكومة تخجل من الحديث فيما فعلته سياسة الضرائب والجشع الحكومي المتوالي بنا.
ــ وبالرغم من ان اقتصادنا صار أسيرا تماما لسياسات ووصفات صندقو النقد الدولي فقد تواضعت الحكومة في بيانها ولم تشر لصندوق النقد الدولي غير مرتين فقط.
ــ وتطهرت الحكومة تماما بعدم ذكر الأسعار في بيانها نهائيا، وهي تدرك ان كل برنامجها الرفيع قائم على مبدأ رفع الأسعار.
ــ وواصلت الحكومة ممارسة طهارتها وعفتها السياسية فلم تذكر أو تشر نهائيا الى اتفاقية الغاز الفلسطيني المنهوب، وهي تعرف تماما بأن مثل هذه الإتفاقية ستكون عنوانا مفتوحا في مناقشاتكم انتم ممثلي الأمة الأردنية.
ــ وواصلت الحكومة التدثر بثوب الطهارة السياسية فلم تذكر المناهج التعليمية غير ثلاث مرات فقط في فقرتين متتاليتين، وهي تدرك ايضا أنكم انتم مندوبي الأمة الأردنية في لسلطة التشريعية ستشبعونها تساؤلا واستفسارا ورفضا لهذه المناهج المسخ؟!.
والسؤال بعد تلك المعطيات السريعة..
من الذي يمارس سياسة خداع الآخر، أنتم مندوبي الأمة، ام هذه السلطة التنفيذية التي توارثت سياسة العبث بعقل السلطة التشريعية مستندة لدعم غير محدود من خارج هذه القبة، مما جعل سالفاتها وهي تستمريء سياسة النظر الى ممثلي الشعب باعتبارهم جوقة تطبل وتغني وترقص، اما الشعب فهي كفيلة به؟!.
سيدي الرئيس الموقر
السيدات والسادة المكرمين..
من هنا ، ومن تحت هذه القبة المقدسة  يمكننا صناعة مرحلة جديدة في تاريخ وطننا العظيم لخدمة شعبنا العظيم، ومن هنا من تحت هذا الفضاء المهيب يمكننا كممثلين لهذه الأمة المُمتَحَنَة بحكوماتها وبسياسات حكوماتها أن نرسل رسالة واضحة لا مراء فيها ولا عَوَج لشعبنا أولا، ولهذه الحكومة ثانيا بان هذا المجلس العتيد لا يمكنه الإستمرار القيام بدور الكومبارس والممثل الثاني في فيلم سينمائي رديء، ومن هنا فقط يمكننا أن نحدد اتجاهاتنا كنواب لهذه الأمة المصابة بمرض الحكومات المزمن وأن نحدد مستقبلنا، فإما ان نستمريء القيام بدور الكومبارس او الممثل الثانوي على الشعب بعد الممثل الأول وهو الحكومة، وبالتالي نخسر ثقة من حملونا الى هذا المكان المقدس، وإما ان نصر على التقدم والقيام بدور البطل الأول وبالتالي نكشب ثقة شعبنا وننقذ أمتنا من قادم الأيام، واعاصير التحولات المضنية والخطرة..
ونحن الآن امام طريقين نقف على مفترق طرق ولا نحتاج لكل هذه الحيرة أبدا، فإما ان نسقط هذه الحكومة لن برنامجها مليء بالخداع والإجترار، وإما ان نمنحها الثقة وعندها لا يمكننا مواجهة هذه الأمة التي سنكون قد أسلمناها وباختيارنا وبمباركتنا لغول الإملاق بعد ان تجاوزنا حالة الفقر، وعندها ستتصرف الحكومة باسمنا، سترفع الأسعار باسمنا، وستستمر بنهب المواطن باسمنا، ووستواصل إعلاق نوافذ الأمل في وطننا باسمنا، وباسمنا ستفعل كل ما يطيب لها ان تفعله في سبيل البقاء سيدة في الدوار الرابع منتشية بانتصارها المجاني عليكم، اما نحن فسنبقى على خاصرة العبدلي نشكو الزمان وتقلباته، ونشكو إعراض الحبيبة عن عشاقها، فالحكومة وفور فوزها برضاكم ستدير لكم ظهرها وتترككم في حيرة الشاكي الباكي، وباسمنا سنخسر اسمنا، وباسمنا سنرثي حالنا ومستقبلنا ومستقبل امتنا.
السيدات والسادة..
إن كانت الحكومة قد تجنبت تماما تقديم بيان مقنع لنا يتضمن جداول زمنية لبرامج إنمائية وإصلاحية وإنتاجية وعلاجية للمشكلات التي تواجهنا فهذا أمر يكشف عن مكنون تلك الحكومة، فقد اكتفت باستيراد التسويف وما ستفعله من برامج من سبقها من الحكومات، مما يكشف عن ان هذه الحكومة لا تملك رؤية إبداعية تستند إلى فتح ورشة إصلاح اقتصادية وتربوية وتعليمية وسياسية واجتماعية، ولا تملك حتى مجرد التمتع  بفضيلة المحاولة.
واليكم بعض الأمثلة إجتزاءا فقط..
ــ لم تتوخى الحكومة احترام مجلسكم الموقر وهي تتحدث عن تعديل المناهج التعليمية،مكتفية بما ورد في الخطط والبيانات الصحفية التي صدرت عن مسؤولين، ولم تقل لنا كيف ستعالج هذه المسكلة ومتى وكيف؟
فماذا نسمي هذا وهي تدرك تماما حجم الغضب والإستفزاز الشعبي الذي رفق تلك التعيدلات المقيتة، ولو كانت الحكومة تحترم هذا لمجلس وتحترم شعبها لقالت لنا ولهم وعبر هذا المنبر الجليل ماذا ستفعل وما هي خططها لرتق ثوب المناهج الذي تمزق حتى كشف عورتنا تماما.
ــ ولم تحترم الحكومة هذا المجلس وما يمثله لهذه الأمة الأردنية عدما لم تشر من قريب أو بعيد لإتفاقية استيراد الغز الصهيوني المنهوب، وهي تدرك تماما حجم الغضب والرفض الشعبي لهذه الإتفاقية ولهذا الغاز الحرام، وباقي الحكاية عندكم.
هذان مثلان فقط ولدى واحد من هؤلاء الذوات ممثلي الأمة الأردنية الكثير ليقوله ويتمثل به.
سيدي الرئيس
السيدات والسادة الكرام..
ندرك أننا نعيش في محيط ملتهب، ونعيش وسط حزام ناري مشتعل، ودول في جوارنا انهارت واخرى تعاني من حرب ودمار وقتل لا يعلمه الا الله، وثالثة محتلة وشعب يئن تحت وطأة إحتلال وسلطة تعاني من الإختلال، ودولة رابعة مشتبكة في حرب مع جنوبها وبتمويل حروب أخرى في المنطقة والإقليم.
هذه هي الصورة الأولية لشكل الحزام الناري الذي نعيش في داخله، ونحن بفضل الله وبفضل شعبنا العظيم وحنكة قيادتنا الهاشمية بفضل جلالة الملك عبد الله الثاني سدد الله رميه وخطاه، وبفضل سورنا الأمني المتمثل بجيشنا العربي الباسل نعيش في واحة من الأمن والإستقرار، ليس لأننا ننتظر دورنا كما يقوله اكثير من المرتزقة في الخارج ، بل لن هذا الشعب يعي تماما أن حياته ومستقبله في امنه وفي تكاتفه وفي اخوته وفي بنيانه المرصوص الذي يشد بعضه بعضا، ولعل من ابرز واهم نعم الله تعالى عليا في هذا الوطن الأردني العظيم أننا لا نملك ما نختلف عليه، وليس بيننا من نختلف عليه، فقيادتنا الهاسمية الملهمة عنوان جامع للأردنيين فلا نختلف مع مؤسسة الحكم ولا نختلف عليها.
والوعي الوطني الجامع هو الذي يقودنا كاردنيين للتفكير في وطننا آمنا مستقرا، وأقول إن من حسنات ما كان يسمى الربيع العربي قد ألقت بنعمائها علينا فاكتشفنا مخاطر الخلاف والإختلاف فآثرنا السلامة والفوز بالوطن على ان نتورط فيما لا طائل منه.
هذه حقيقة توجب علينا التوقف عندها والتعامل معها بجدية وبعقل وقلب منفتحين، ولولا هذا العقل والتعقل لكانت كل سياسات الحكومات الإقتصادية الماضية كافية لأن تشتعل الشوارع بالتظاهر ضد الحكومات، والإختجاج على سياساتها الإقتصادية والإجتماعية والسياسية..الخ.
وعلى هذه الحكومة ان تدرك ذلك، وان تتعامل مع هذه المعطيات بشكل أكثر جدية، وأنا ارى انان في الدولة والحكومة قد ارتحنا للحالة الحالية وأصابتنا حالة من التراخي وصلت حتى الى تراخي قبضة الدولة على مفاصل الدولة نفسها، وما انتشار المخدرات وتوسع وتمدد مؤسسة الفساد، واستشراء الجريمة،  وانتكاسة التعليم، وتراجع الحريات العامة إلا بعض من تاج حالة التراخي هذه.
وعندما تتحول الحكومة الى شركة تمارس التجارة علنا وتحقق الربح والمكاسب دون النظر الى مصلحة المواطن، فإن المتضرر الجائع إن ضاقت به الحال، فلديه ما يقوله ويفعله، وعندها لا ساعة لندم أو مندم.
الذوات الكرام..
شعبنا بحاجة لوقفتنا معه وليس بحاجة لوقوفنا خلف الحكومة، وهذه المعادلة هي التي يجب ان تحكم علمنا في بواكير مجلسنا الكريم، وليست لدي لأية سلطة سوى سلطة الحوار والنصح والإرشاد، وقد وقف الكل منكم في موقفي هذا ولامس كل واحد منكم الجرح الأردني الغائر بسبب السياسات الحكومية، وقدم كل كريم منكم نصحه وتشخيصه للحالة التي نعيش وفي كل ما سمعته منكم حقيق بأن يكون نبراسا يُحتذى، ولكنني أضيف الى ما تفضلتم به بالتأكيد على ان مصلحة الشعب هي الأصل وعلينا الإنحياز العلين والمباشر لشعبنا، ولعينا ربط الثقة بالحكومة بما ستقدمه لنا من التزامات قاطعة بعدم رفع الأسعار وعدم استمرار الإعتداء على جيب المواطن ومداخيله، وتقديم خطة عمل مفصلة وموجهة بالنتائج ووفقا لمواعيد زمنية واضحة ومحددة لتتفيذ خططها وبغير ذلك فان منحنا الثقة لها يعتبر عملا عبثيا لا يختلف في مضامينه ونتائجه عما اقترفناه واقترفه غيرنا في مجالس سابقة.
الذوات الكرام..
ليس لدي ما اقوله عن احتياجات منطقتي الإنتخابية في مخيم البقعة ولواء عين الباشا ومحافظة البلقاء فأمرها وتفاصيلها ليست هنا في هذا المقام الجليل وإنما في مناقشات الموازنة العامة التي ستحيلها الحكومة الينا الأسبوع المقبل، وهذا ما يجعلني في حِلٍ من استعراض المطالب ، ولكنني أنتهز هذه الفرصة لأقول إننا في كل مدينة ومخيم وبادية وحارة لدينا مشكلات تحتاج لبرامج عمل تستهدف الإنقاذ العاجل، والفقر والبطالة والصحة والتعليم هي المشكلات الأربع الاستراتيجية التي تواجه كل مواطن أردني أينما حل وارتحل، وعلى الحكومة تقديم برامج إنقاذ تكفل لكل أردني التخلص من فوبيا هذه الحاجات الأربع، وبغير ذلك فان كل كلامها وحبر بيانها لا يساويان جناح بعوضة.
إن كثرة الضغط تولد الإنفجار، وكثرة الهشيم والإحتكاك يولد النار، وهذا ما احذر منه..
دمتم ودام مجد وطننا الأردني وامتنا الأردنية العظيمة
عاش الأردن وعشتم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته




هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق